4- الأستعانة بالله عز وجل:
المسلم يعتمد على الله سبحانه و تعالى في جميع أحواله ؛ لأنه وحده الذي بيده النفع و الضر , و الإنسان لا يقدر على دفع الضر أو جلب النفع لنفسه و لا لغيره إلا بإذن الله تعالى.
*الله وحده المعين:
خلق الله عز وجل الكون بما فيه من كائنات مختلفة , و هو سبحانه و تعالى يتصرف كيفما يشاء في مخلوقاته , فهو يحي و يميت , ويعطي و يمنع , و يملك الضر و النفع ,قال الله تعالى :( و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير) و الله سبحانه و تعالى إذا أراد أمرا فإنه يكون , يقول الله عز وجل : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ).
يتوجه المسلم في كل أموره بطلب العون من الله تعالى , فإذا أراد أن يطلب شيئا فإنه يطلبه من الله , و يسأل الله عز وجل و يستعين به تعالى , فقد قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) لابن عباس و هو غلام (( إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله ))
, فلا يتوجه بالدعاء إلا إلى الله سبحانه تعالى , و لا يرجو إلا الله عز وجل , و لا يخاف إلا الله تعالى لأنه سبحانه بيده كل سئ و الناس جميعا لا يملكون شيئا .
فالمسلم يتوجه إلى الله تعالى في أوقات الشدة و في أوقات الرخاءفيستعين بالله تعالى في قضاء حوائجه , و هو عز وجل يستجيب الدعاء و يقضي الحاجات ,قال الله تعالى : ( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) و قال سبحانه و تعالى : ( ادعوني أستجيب لكم ) .
فعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب المؤدية إلى ما يريد , فمثلا الطالب الذي يدعو الله تعالى أن يوفقه إلى التفوق, فإنه يذاكر دروسه و المريض الذي يدعو الله بالشفاء فإنه يتناول العلاج و سائق المركبة الذي يسأل الله السلامة عليه أن يحترس في قيادته و يلتزم بالسرعة المحددة حتى يحفظ روحه و أرواح الآخرين من المخاطر فيأخذ أسباب النجاة حتى يسلم .
*حكم الإستعانة بغير الله:
ينحرف بعض الناس عن الطريق الصحيح الذي و ضحه لهم ربهم سبحانه و تعالى و بينه لهم رسوله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) , و يسلكون مسالك خاطئة عندما يقع أحدهم في أمر يهمه و يحزنه فيستعينون بالعرافين: و هم الذين يزعمون أنهم يعلمون الغيب , و ذلك من خلال نظرهم في النجوم أو غير ذلك ثم يتنبأون للناس بحظوظهم و ما سيحدث لهم في المستقبل .
و قد أعلن الإسلام أن الكهان و العرافين و السحرة و جميع الناس لا يعلمون الغيب , و إنما الذي يعلم الغيب هو الله سبحانه و تعالى و حده , قال تعالى : ( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) .
لذا أبطل الإسلام جميع المعتقدات الزائفة , و حارب الخرافات و الأوهام , و حرر العقل الإنساني منها , حين غرس في نفوس الناس أتباعه أن الله وحده يعلم الغيب و يملك الضر و النفع .
فالناس جميعا لا يقدرون على نفع احد أو ضره سواء كانوا أحياء أم أمواتا إلا بإذن الله , يقول عليه الصلاة و السلام : ( و اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك , و لو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك ) .
و كذلك فإن هذه الظاهرة تؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل , فعندما يذهب الجهال من الناس إلى العرافين و الكهنة , فإنهم يأكلون أموالهم بالباطل , لأن هذا العمل وسيلة من وسائل خداع الناس .
و لذلك حرم الرسول عليه الصلاة و السلام الأستعانة بالكهان تحريما قاطعا , فقد قال (صلى الله عليه و آله و سلم ) : ((من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول , فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه و آله و سلم ) )) .
و موقف الإسلام من الدجل حديثه و قديمه موقف لا يتغير , فجميع ذلك محرم ؛ لأنه ينافي الإيمان بالله تعالى . فإذن استعان الإنسان بغير الله معتقدا النفع و الضر , فقد كفر بالله عز وجل .
*آثار الأستعانة بالله تعالى :
المؤمن الحق هو الذي يستعين بالله عز وجل في كل شؤون حياته ؛ لأنه يعلم أن الله تعالى بيده كل شئ .
و عندما يسلك الإنسان هذا المنهج , فإنه يشعر بالامان و الأطمئنان بالتجائه إلى الله تعالى , فهو يوقن أن الله معه و أنه قادر على دفع الضرر عنه , كما أنه تعالى قادر على جلب الخير له .
فال فطرة البشرية الأصلية لا تجد سكينتها و أمنها و سعادتها إلا في ظل الإيمان بالله تعالى , و الالتجاء إليه و الأحتماء به .
و الأستعانة بالله تعالى تبعث الإنسان إلى العمل و الإجتهاد , كما أنها تدفعه إلى الخذ بالأسباب الموصلة إلى السعادة التي ينشدها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق